رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء السابع

موقع أيام نيوز

بشرفة غرفته شاردا تلطم وجهه نسمات باردة فلحقته درة بعد أن تلحفت بروب ثقيل تتأمل حديقتها جواره تسائلت 
مالك ياعاصم..حاساك قلقان من حاجة!
تنهد مغمغما في غير بلقيس اقلق عشانها
_ تقلق ليه ما كل حاجة مشيت كويس وفاتحتها تمت على خير وظافر جاب شبكة كمان!
_ ماهو ده اللي مستغربه.. المفروض ان الخطوبة مجرد اتفاق شكلي حفظا لكرامة بنتنا قصاد عيلتنا..لكن هو اهتم يجيب الخال والعم..ولما عرضت عليه اشتري الدبل لإنه مش مجبر يغرم حاجة والموضوع كله خطوبة مؤقتة.. رفض وقالي إني كده بهينه.. وسكت على أساس هيجيب دبلتين عاديين وخلاص لكن انه يروح يشتري ليها خاتم ومحبس ألماظ ده اللي مش فاهمه ليه بيتصرف على إنه خطيب بجد..!
هتفت بغموض بس أنا فاهمة! 
الټفت يرمقها بنظرة تنم عن تساؤله فاستطردت
أوقات كتير أحنا مش بنفهم نفسنا يا عاصم.. ظافر بتحركه مشاعره زي ما هي..ولو ركزت في تصرفاته ونظراته ليها هتفهم..وفرحة بلقيس ووشها المنور وعنيها اللي بتضحك وكل لفتة منها بتفضح فرحتها ورضاها بردو هتفهم..!
افتكر كده يوم خطوبتها على يزيد كان شكلها ازاي كنت حاسة انها معزومة وعايزة الليلة تخلص عشان تروح تنام من غير أي حماس لبنت بتتخطب.. لكن مع ظافر أما جه يمشي في أخر السهرة حسيتها هتبكي ومش عايزاه يسيبها!
قال مكدبا لأ يا دره بلاش نخدع نفسنا بأوهام عشان جاية على هوانا بنتنا تعبانة وتعلقها به مرضي.. مش هقدر أبدا ابني على كلامك افتراض حقيقي واصدقه.. والموضوع من ناحيته شهامة وأخلاق عالية منه مش أكتر! 
_لأ. صدقني الحكاية اعمق من كده! ظافر عايز بنتنا بجد ياعاصم وهو نفسه يمكن لسه مش واصله الحقيقة دي بس أنا واثقة إن مع الوقت كل حاجة هتبان بشكل أوضح.. قلبي بيقولي كده وانت عارف قلبي عمره ماكدب عليا..!
صمت وعاد ينظر أمامه بعين غائمة ثم قال 
الله أعلم بس لحد ما الأيام ثتثبت كلامك..هعتبر كل ده مؤقت وههيأ نفسي لنهاية متوقعة.. أهم حاجة عندي بنتي تخف تماما وترجع ثقتها في الدنيا وتعرف تتعامل مع البشر.. عشان لما نسيبها في الدنيا نكون مطمنين..!
ربتت على كتفه ترتل بدعوات السلامة له ولابنتهما مستغيثة بحفظ من لا يغفل ولا ينام!
_____________________
قلق.. خوف.. ترقب..!
جميعها مطارق تدق بعقلها وتنغز قلبها  منذ لاحظت أهتمام عابد بابنة العم وتعلقه الواضح بالصغير وتوليه تقريبا أي شيء يمت لهما بصلة..كل ما يخصهما يصب عنده هواجسها تتكتل بخيالها وتشكل لها صورا لا تريد رؤيتها مستقبلا.. هل لظنونها أساس أم تتوهم تخاف أن يبتلى أبنها الثاني بتجربة تعيسة مثل أخيه..في الماضي لم يسمع لرأيها حين قالت أن بلقيس لا تناسب يزيد.. وقد كان ما كان وثبت صواب حدسها.. والآن إن تكررت نفس القصة مع أخيه لن تصمت تلك المرة.. فإن تولدت شرارة بينهما لن تقدر على إطفاءها.. عابد يستحق أرضا لم يطأها غيره.. أما زمزم.. لا.. لن تسمح بالمأساة أن تتكرر.. فمازال يزيد يعاني إلى الآن من اختياره الخاطيء حين اتبع قلبه.. فماذا جنى لن تترك عابد لهواه.. ستقف بوجه الجميع تلك المرة!
هتف وهو يثني سجادة الصلاة 
_ الحمد لله ربنا كرم بلقيس بشاب محترم ومن عيلة معروفة ربنا يسعدها.. ربنا يفرحنا ويطمنا على ولادنا احنا كمان.. كريمة انتي معايا
انتفضت على صوته  ها معاك يا أدهم معاك! 
رمقها بطرف عينه  معايا فين ده انا صليت وختمت الصلاة وبكلمك من الصبح وانتي في عالم تاني.. مالك يا كريمة بقالك يومين من وقت رجوعنا للمنصورة مش مركزة وعينيكي فيها كلام..! تحديد من ساعة عيد ميلاد مهند!  في حاجة حصلت معرفهاش!..
نظرت له وقد قررت ألا تبوح بشيء.. لعلها مجرد ظنون من صنع مخاوفها الخفية!
أجلت صوتها وهتفت  معلش يا أدهم انا فعلا بسرح كتير عشان فكري مشغول بولادنا..! 
_ مالهم ولادنا ما شاء الله كلهم يشرحوا القلب.. 
_ بس يزيد مش عاجبني حاله أمتى هنطمن عليه مع بنت الحلال..خاېفة يكون قلبه لسه متعلق ببنت عمه! 
_ أيه التخريف بتاعك ده بلقيس خلاص اتخطبت لواحد تاني ويزيد عاقل وفاهم إن النصيب انقطع! 
_ تفتكر
_ أكيد طبعا.. ماتقلقيش انتي بس وادعيله! 
هزت رأسها وتمتمت ببعض الدعوات. فتسائل 
بس هو ده اللي كان مخليكي سرحانة
_ بصراحة في حاجة كمان.. عابد.. عايزة اجوزه يا أدهم.. مافيش شيء يمنعه ليه مش نفرح بيه
_ياريت.. أنا مستني يشاورلي على أي واحدة ويقولي اخطبهالي وانا اروح في ساعتها أخطبها.! 
_ هو لازم هو اللي يشاور ليه مش نختار احنا بنت حلال عارفينها وعارفين أصلها.. المرة اللي فاتت سبنا يزيد يمشي ورى قلبه واديك عارف النتيجة.. خلينا المرة دي احنا اللي نختار ياأدهم..قول أه وليك عليا من بكره ادورله على ست البنات في المنصورة! 
_ المشكلة مش فيا.. دي حياته هو يا كريمة.. لو وافق انك تختاري عروسته اعتبريني موافق!
أشرق وجهها  بجد خلاص انا هكلمه.. ولو طاوعني مش هيمر كام شهر غير وهو متجوز
تم نسخ الرابط