رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء السابع
المحتويات
ومتهني!
تمدد فوق فراشه وهو يتمتم ربنا يقدم اللي فيه الخير.. يلا بقي تعالي نامي عشان الصبح اروح اشوف اشغالي واطمن علي الأراضي!
صعدت جواره وانتهزت الفرصة لتتسائل هو صحيح يا أدهم أخبار تشطيب ڤيلا أخوك محمد إيه مش تخلص
ابتسم بخبث ما انتي فاهمة اللي فيها.. لو عايزها تخلص كان زمانهم في بيتهم من زمان!
رمقها بنظرة ثاقبة إنتي مضايقة منهم في حاجة يا كريمة كأنك بتقوليلي خليهم يمشوا..!
تداركت أمرها سريعا لا والله ما اقصد.. انا بس حطيت نفسي مكانهم.. مهما كان الواحد بيرتاح في بيته.. لكن انا مش مضايقة بالعكس متونسة بوجودهم وخصوصا مهند.. بس
خلاص يا أدهم إنسى كلامي..اللي تشوفوا اعمله.. وانا مش مضايقة منهم خالص والله..!
أومأ برأسه مفترضا أنها لا تقصد ما فهمه وراح يثرثر لها بأحاديث أخرى لم تكن هي تعي منها شيء وكل أفكارها منحصرة بفكرة وحيدة.. لابد من زواج عابد! ظلت الأفكار تدور برأسها بإلحاح كاد يصيبها بالدوار.. فاستسلمت للنوم بعض وقت ليس بقصير..!
في اليوم التالي!
ظافر على فكره يا عامر كده الهزار هيقلب لسخافة وهيبقي شكلنا وحش مع البنت.. أنا هزرت معاك في الأول لأن بصراحة مقدرتش اقاوم وهي بتهزئك ومنكرش اني اتسليت.. بس انت بتتمادا وكملت كدبك لدرجة البنت بعتت أكل لاخواتك الخمستاشر يا مفتري!
ضحك وهو يتذكر ده غير الحاجات الحلوة بتاعة الأطفال بصراحة البنت دي كوكتيل أول مرة اصادفه يا ظافر.. قد ما هي شرسة ومش بتسيب حقها قد ما جواها رقة وحنان ورحمة مش طبيعين وانا اتماديت في كدبي لأن بجد كنت عايز استمتع بردود افعالها أكتر.. لكن والله مافي عندي نية سيئة.. بدليل اهو جبتلك الفلوس اللي حطيتها في جيبي من كام يوم وبقولك ضيفها في صندوق التبرعات عشان تاخد هي الثواب
عامر انا فضلت متنح بجد مش عارف اتكلم.. اتفاجئت بتصرفها جدا.. بس عجبتني!
واستطرد عموما ماتقلقش هبقى اعرفها انا مين واعتذر منها
ضحك لمجرد التخيل وانا منتظر ومتحمس لرد فعلها من دلوقت ومستعد له.. وواصل أنا سمعت من أحمد إنها هتشتغل معاهم شهرين الصيف هي وبنت خالتها
ظافر لا دي معلومة معرفهاش بس مادام احمد قالها يبقي صحيحة..انت بتفكر في حاجة معينة
_ أيوة واستأذن والدها ونخرج شوية لأي مكان..
عامر تمام.. وانا موجود وهتابع كل حاجة ماتشلش هم!
شكره ظافر وغادر وظل هو شاردا بطيف تلك الفراشة الملونة الشرسة الحانية وابتسم عندما تذكر تصرفاتها العفوية وهي تفترضه فقير يعول بمفرده عائلة كبيرة من الأشقاء غير والديه.. تنهد وهو يفكر كيف يخبرها وقبل كل هذا.. كيف يرد لها رقتها بما يليق ببراءتها!
برق بعقله شيء ربما سينال به عفوها بعد أن تعلم مزحته السخيفة! وابتسم وهو يتصور بعين خياله رد فعل تلك الرقيقة!
________________________
بلقيس قبل ما تواجه نفسها وتكشف عن النقطة اللي اسقططها عمدا عن الذاكرة واللي هي أساس العلة جواها.. لازم تواجهه الناس وتتخلى عن حذرها وخۏفها المړضي منهم.. وده هيحصل عن طريقك يا ظافر لما تعرضها لاختبارات مدورسة بالتدريج هساعدك في أختيارها طبعا.. وانا واثق إنك هتقدر توصلها للحظة اللي تيجي فيها العيادة وتقرر تحكيلي كل حاجة! ولحظة وصولنا للمرحلة دي هنكون أتمينا علاجها بشكل نهائي.. وساعتها بس هقول انها اتعافت وبقيت مؤهلة لمواجهة عالمها من جديد..!
يستند على حافة سور الحديقة شاردا بحديث الطبيب معه بشأن خطواته القادمة مع بلقيس.. وها هو ينتظر حضورها بعد أن استأذن أبيها بالتنزه معها بإحدى الأماكن العامة..ولم يخفى عنه قلقه المسطور بعيناه وهو يلبي طلبه بتردد هو يتفهم حيرته وذبذبته بين المثول لنصائح طبيبها وبين خوفه لاصطحابها رغم علمه أنه يكرس لها حارس يتابعها بكل مكان!
لهذا طلب محادثته قليلا قبل حضورها وما أن سنحت الفرصة حتى تمتم
_ أنا عارف يا عاصم بيه ان حضرتك قلقان وليك حق مش تثق فيا بسهولة! بس أنا اعتقد إني لحد دلوقت قدمت اللي قدرت عليه وأثبتلك اني مش بهزر أنا معاهد نفسي اعمل أي حاجة تساعد بنتك انها ترجع لطبيعتها وخروجنا ده خطوة نصحنا بيها الطبيب عشان تبتدي تواجهة ناس تاني.. ومش عايز ده يحصل وانت خاېف وقلقان.. أوعدك اكون أمين عليها لئقصي درجة..!
رغم صواب ما قاله ظافر بشأن قلقه لكن لن ينكر ايضا راحته
متابعة القراءة