رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني عشر

موقع أيام نيوز

نظركم لمجرد إنها أرملة.. بنتي ماكانتش محتاجة منك تشفق عليها يا عابد..ليه تعلقها بيك وتوهمها إنك بتحبها وفي الأخر يطلع الموضوع كله عطف وشفقة.. ليه!
صړخت بأخر كلمة في وجهه الذي احتقنت به الډماء ونكس رأسه مټألما وهو يتخيل عڈابها بسببه طيلة الأيام الماضية..لهذا كانت تنظر له بحزن وألم وعتاب.. فضلت الصمت على ألا تواجهه.. ليتها فعلت لكان أثلج صدرها وأثبت لها من تكون في نظره وكم هي دره غالية! 
رفع رأسه ثانيا لينظر للعمة عبير هاتفا بخفوت بعد أن تمالك نفسه عندك استعداد تسمعيني ولا خلاص انتي كمان بقيتي تكرهيني يا مرات عمي!
أشفقت لحاله.. رغم كل شيء هي تكن له معزة كبيرة وقلبها يخبرها أن حديثه اللذي بنتويه سيثبت أن ظنها فيه خيرا.. تجرعت ريقها لتهدأ وقالت عمري ما كرهتك.. لكن من حقي ازعل على بنتي..وعموما اتفضل أنا سامعاك يا عابد!
بدأ سرده وهو يضم الصغير كأنه يستمد منه قوة وقال
أولا أنا وماما مانعرفش ان زمزم هتعدي وتسمعنا.. ثانيا كلامي اللي قولته كله كان كدب.. أنا عمر إحساسي ناحية. زمزم ما كان شفقة..أنا بحبها أكتر من نفسي!
رقص قلبها وكادت تبكي من فرحتها باعترافه لكنها تماسكت وأسدلت على وجهها قناع البرود فواصل
ولا يفرق معايا إنها أرملة ولا يقلل قيمتها في نظري.. أنا اضطريت اقول كده عشان أهدي أمي وامنع أي احتمال لعداوة بينها وبين زمزم.. لأني ياطنط ماكنتش لسه ضامن زمزم في صفي ولا اتأكدت انها بتحبني وهتقف معايا.. رفض ماما مش لشخصها لكن لظروفها.. ومقدرش الومها لأنها ببساطة أم عايزة لأبنها الأفضل من وجهة نظرها طبعا.. أكيد ماما تفكيرها غلط بس في النهاية هي أمي ولازم برود احافط علي مشاعرها واكسب رضاها ولو بالحيلة.. كان لازم اسيطر على الموضوع وامشي خطوات محسوبة.. الأول اضمن موافقة زمزم عن ارتباطنا عشان تقوي موقفي وبعدها أواجه الدنيا بحالها مش بس أمي..!
صمت برهة بلتقط أنفاسه وعبير تنصت إليه باهتمام ليستطرد ماتنسيش ياطنط تجربة أخويا يزيد مع بلقيس اللي عقدت أمي.. لو قلت ايوة عايز زمزم وجت زمزم نفسها رفضتني! .. كان هيكون الموقف ازاي
كما توقعت.. الأمر حوى بطياته سوء فهم ولكن هذا لن يعفيه من ذنب التردد تجاه ابنتها الفترة الماضية.. وأرادت أن تعاقبه بقرصة أذن وقالت عموما اللي حصل حصل.. وزمزم تفكيرها خلاص بيميل انها توافق على ياسر و .
_ على چثتي زمزم تاخد غيري!
قالها ناهضا وكفيه تهبط گ الصاعقة على الطاولة بقوة مبعثرة ما عليها أرضا.. وترك الصغير لها وسار بخطوات أقرب للهرولة لينزع حقه ويحمي حبه وحبيبته ولو بالقوة من اتخاذ قرار خاطيء.. لم يعد الأمر يحتاج تميعا وصبرا أكثر من ذلك!
به هذا المشتعل الغاضب! 
_يعني بترفضيني!!
ظلت على ثباتها الهاديء وهي تجيبه أيوة يا أستاذ ياسر.. أنا مش شايفة إن جوازنا هيكون تجربة ناجحة..!
_ وليه مش هيكون ناجح انتي عايزة ايه لكرامته وهي تعلن رفضها لطلبه
وبعدين انتي بترفضي على ايه وكأن عندك بديل أفضل.. إنتي بظروفك دي مش هتلاقي فرص كويسة..يا إما هايجيلك واحد عجوز عايز يرجع شبابه الضايع على كتافك.. او راجل بولاده عشان تربيهم زيك زي خدامة و
_ أخرس يا حيوان!
صاحب صياح ذاك الغاضب صڤعة نزلت علي وجه ياسر المذهول لوجوده.. وكأن الأرض انشقت وانبثق أمامه..أما هي بصعوبة استطاعت أن ترى من خلف سحابة دموعها الغزيرة ظهر أبن عمها وهو يقف أمامها گ حائط صد أمام ياسر ليواجهه هاتفا بصوت مرعب محذرا بقوة أنا عارف اني لما شبهتك بحيوان غلطت فيه لأنه أكرم منك ونافع عنك.. علي الأقل هو ماعندوش عقل يفكر ولا لسان يآذي بيه الناس..لكن انت المفروض انسان متعلم وواعي بس طلعت زيك زي البقر اللي بنربيه في مزارعنا.. فعلا أنت حيوان.. ولولا احترام المكان اللي احنا فيه كنت علمتك الأدب وخليتك ماتقدرش تمشي علي رجلك وقطعت لسانك.. ودلوقت لو ما مشيتش من قدامي حالا أقسم بالله لاحبسك في الزريبة وأكلك فضلات البهايم واندمك على كل دمعة نزلت من عيون بنت عمي بسببك..!
نقل بصره بينهما پحقد وهاج پغضب أنت اټجننت يا بني آدم انت! ازاي تكلمني كده وتمد ايدك عليا بتستقوى عشان في مكانك مين انت عشان 
_ أنا ابن عمها وخطيبها وزوجها المستقبلي.. وهكون أب لمهند مش مجرد زوج أم ولا عجوز هرجع بيها شبابي ولا راجل عايزها تربي عيالي زي ما قلت.. أنا عايزها أميرة تشاركني حياتي وملكة على عرش قلبي..عايزها لنفسها قبل أي حاجة تانية لأن قيمتها عندي مايساويهاش كنوز الدنيا.. ومافيش حاجة ابدا تعيبها في نظري لمجرد انا أرملة..!
تطالعه بذهول وقدميها تكاد تتهاوى وتشعر بالدوار..!
اعتراف عابد ودفاعه عنها بتلك القوة زلزلها.. نسف كل ظنونها عنه.. أطلق داخلها كل مشاعرها تجاهه.. أرادت أن تبكي امتنانا له قبل أن يكون حبا.. تريد الصړاخ وهي تجاهر باعترافها أنها
تم نسخ الرابط