رواية حصنك الغائب بقلم ډفنا عمر الجزء الثاني عشر

موقع أيام نيوز

الفرحة! 
الأجواء مازالت صاخبة ولا يجد فرصة ليتحدث معها..والأغرب أنها لم تراه بعد.. الحقيقة هو تعمد أن يختفي من دائرة بصرها.. يريد أن يأخذ رد فعلها عن قرب ووجهها الجميل يطالعه بذهوله المحبب..ليتأملها كما يتمنى بعد أن قټله الشوق لرؤيتها..!
عبس وجهه وتقطب جبينه وتبدلت نظرته الهائمة لحنق شديد وهو يراها تتوسط دائرة من الحضور وترقص بين العروس ووالدتها ونساء وفتايات أخريين من العائلة ولا تخلو الساحة من شباب أيضا..تبا..كيف تفعلها ومالها تتمايل وتتلوى هكذا ألا يحق له جذبها وتوبيخها لما تفعل للأسف ليس مسموح له سوى المۏت غيظا وهو يراقبها ترقص بخفة ورقة والفرحة تسود ملامحها..!
أخيرا انتهت من وصلة رقصها الفاتن وللحظ توجهت نحوه دون أن تدركه..خطى خلفها بحذر حتى وصلت لمكان أقل صخبا وازدحام وصاح عليها جوري!
فابتسم بخبث وقال إيه رأيك في المفاجأة دي يا ملاكي!
نظرت حولها بتوتر ثم عادت تنظر له هاتفة بحنق بعد زوال أثر المفاجأة انت جيت ليه وازاي مين عزمك محدش قالي انك جاي! 
اقترب خطوتين فابتعدت للوراء بحذر وهو يقول 
أخواتك عزموني على الفرح.. اما ليه محدش قالك.. همس بنبرة ذات مغزى هو أنا بمثلك أي صفة أصلا عشان يقولولك اني جاي
تلجم لسانها وصمتت فواصل بعد أن تذكر رقصها منذ قليل واكتسب صوته بعض الحدة 
سيبك بقى من كل ده وتعالي قوليلي انتي ازاي ترقصي كده قدام الناس!
عتابه الغير مستحق وهو ليس ذو صفة لها أثار تنمرها وشراستها فصاحت وانت مالك انت.. واحدة بترقص في فرح اخوها ايه دخلك
رفع حاجبيه بتوعد بقى كده طيب ماشي.. اللي عدى خلاص مقدرش اتكلم فيه.. لكن من هنا ورايح اياكي وحذاري ياجوري أشوفك بترقصي قصاد الناس حتى لو فرح اخوكي.. مفهوم
ضيقت عيناها باستنكار وطالعته گ مختل وقالت أنت عبيط أنت دخلك ايه فيا عشان تمنعني ارقص في فرح اخويا وبأي صفة بتؤمرني
رمقها بنظرة مطولة ثم همس بصوت قوي وحدقتاه تطلق نحوها عاطفته الواضحة گسهم استقر في قلبها
_ بصفتي خطيبك.. وحبيبك! 
تطالعه محاولة استيعاب ما قال للتو! 
خطيبها كيف
حاولت الهروب فأعاق هروبها وهو يتصدر الطريق أمامها بجسده مردفا برجاء جوري.. أنا وعدتك اني هاخد خطوة حقيقية ووفيت بوعدي..طلبت ايدك من باباكي ويزيد.. وهما رهنوا موافقتهم علي كلمتك انتي.. وسمحولي اتكلم معاكي الدقايق دي عشان اعرف رأيك بنفسي.. واديني بكلمك بمنتهى الصراحة.. وصمت يرمقها بنظرة ارجفتها أكثر قبل أن يعود ليواصل عارف انك حاسة بيا وعارفة مشاعري ناحيتك.. ومع كده من حقك تسمعيها مني..!
أنا بحبك يا جوري.. ويشرفني تكوني حبيبتي وزوجتي وام ولادي.. عمري ما اتمنيت بنت قبلك ولا هيحصل بعدك! 
قلت ايه يا ملاكي موافقة
قلبها سيقف لا تعرف ماذا تقول.. تريد أن تهرب وقدميها متيبسة من وقع المفاجأة عليها.. التفتت حولها فبصرت شقيقها يزيد عاقدا ذراعيه يطالعهم.. فاحمرت وجنتاها فأومأ لها يزيد بإحاء أن كل ما يحدث بمباركته هو ووالده ليعلما رآيها الأخير..!
قولت أيه ياجوري موافقة
ظلت صامتة ناكسة رأسها بخجل فاستطرد 
أنا عارف انك مكسوفة.. بس ارجوكي اتخطي خجلك ده دقيقة بس وجاوبيني.. قوليلي اني مش همشي من هنا قلبي مكسور.. قوليلي انك ليا.. أجبري خاطر عاشق محبش قبلك ولا هيحب حد زيك!
صدقا تود أن تمنحه ما يريده ويليق به وتعلن أنها له.. لكن ماذا تفعل والخجل يلجمها ويفرض سيطرته على صوتها دون مبالغة.. الفرار هو ما استطاعت فعله وهي تركض أخيرا داخل الفيلا وتختفي.. لم يفسر عامر هروبها سوى رفضا فنكس رأسه بحزن وطالع يزيد الذي اقترب بالفعل متسائل قالتلك ايه
همس باحباط معرفش.. ماقالتش اي حاجة.. شكلها مش موافقة عليا..!
اشفق عليه كثيرا وتخيل نفسه بذات الوضع وشعر بما يقاسيه فقال له بنبرة مازحة ليخفف عنه اهدى ياعم وماتتسرعش نسيت المثل اللي بيقول السكوت علامة الرضا
تمتم بصوت فقد حماسه لا يا يزيد.. كان لازم اسمع رأيها
_ ولا يهمك.. استنى دقايق وانا هطلع اسألها واجيلك
غاب عنه وظل هو عابس الوجه وقلبه يعزف نغمة حزينة لاحتمال انها لا ترغبه كما يرغبها..يطارد حصى الأرض بحذائه والشرود الحزين يجتاحه بعد هروبها دون أن تخبره بشيء! 
تلهث..أنفاسها تتلاحق وتعجز عن تنظيمها..لا تصدق انها نجت من هذا الموقف.. الخجل جعلها تشعر بالدوار وكادت تسقط أمامه.. لكن العكس ما حدث.. وجدت قدميها تنطلق بالركض گ الطفلة الهاربة من فعلة حمقاء..ليتها استطاعت أن تبلغه موافقتها.. بل ليتها اعترفت مثله بحبها له!.. تبا للخجل الذي كبلها بأصفاده!
جوجو ممكن زيدو يدخل
سمعت صوت أخيها الذي دلف بالفعل ومنحها ابتسامة هادئة واقترب وضمھا إليه وقال بخبث لعلمك أنا عارف ان عامر مش هيعجبك ولا كان عاجبني انا كمان.. يلا أهو راح لحاله ومشي!
حملقت بذهول وهتفت دون وعي ووجها اصطبغ بالصفرة مشي عامر مشي يا آبيه يعني انت رفضته
واصل وداخله يتسلى بخداعها أه طبعا لما لقيتك جريتي من قدامه.. قلت خلاص يبقى اختي مش عايزاه.. وقولتله مافيش نصيب وخلاص مشي..
تم نسخ الرابط